من هنا نبدأ ...العمل النيابي بين الأمانة والمزايدات...  نحو منافسة انتخابية شريفة

في زمن تتزايد فيه التحديات السياسية والاجتماعية، تظل الانتخابات أحد أهم آليات التداول

من هنا نبدأ ...العمل النيابي بين الأمانة والمزايدات...  نحو منافسة انتخابية شريفة
من هنا نبدأ ...العمل النيابي بين الأمانة والمزايدات...  نحو منافسة انتخابية شريفة

✍️ بقلم: د.م. مدحت يوسف
???? التاريخ: 22 / 8 / 2025

???? في زمن تتزايد فيه التحديات السياسية والاجتماعية، تظل الانتخابات أحد أهم آليات التداول السلمي للسلطة وبناء مؤسسات الدولة. غير أن خطورة ما نشهده في بعض المجتمعات هو انزلاق المنافسة الانتخابية من ساحة البرامج والرؤى إلى ساحة الشعارات والمزايدات، حتى وصل الأمر إلى استغلال الأعمال الخيرية والسلوكيات الإنسانية الأصيلة كأدوات للدعاية وكسب الأصوات.

???? إن الأعمال الخيرية – في أصلها – قيمة أخلاقية ودينية وإنسانية، الغاية منها تحقيق التكافل الاجتماعي والتراحم بين أبناء الوطن، لا أن تتحول إلى أوراق انتخابية تُفرغها من معناها. فإدخال السرور على المحتاج، ومساندة الشباب في الزواج، ومشاركة الناس في أفراحهم وأحزانهم، ورحلات العمرة… كلها عبادات وسلوكيات اجتماعية أصيلة ينبغي أن تظل خالصة لله، لا رهينة لموسم انتخابي أو شعار دعائي.

⚠️ خطورة هذا السلوك لا تقف عند حدود الفرد المرشح، بل تمتد إلى المجتمع بأسره؛ إذ يؤدي إلى تشويه الوعي العام، وخلط القيم النبيلة بالمصالح الضيقة، فيصبح الناخب في حيرة بين من يخدمه بإخلاص ومن يتاجر بمعاناته. وحينها يفقد المجتمع توازنه القيمي، وينحدر العمل النيابي من رسالة وطنية إلى صفقة مؤقتة.

????️ من هنا، يجب أن ندرك أن العمل النيابي ليس وجاهة اجتماعية ولا فرصة شخصية، بل هو تكليف ومسؤولية وطنية. فالنائب الحقيقي لا يُقاس بما ينسبه لنفسه من أعمال الدولة، ولا بما يوزعه من هبات موسمية، بل يُقاس بقدرته على أن يكون عينًا أمينة على التنفيذ، ولسانًا صادقًا يعبر عن قضايا الناس، وشريكًا فاعلًا في محاربة الفساد ودعم خطط الدولة التنموية.

???? لذلك، فإننا ندعو إلى ترسيخ ثقافة المنافسة الشريفة:

على من يجد في نفسه الكفاءة والقدرة أن يتقدم بثقة وبرنامج واضح يخدم الناس.

وعلى من يعلم أنه غير مؤهل أو يسعى لمكاسب آنية أن ينسحب باحترام، فالمناصب أمانة وليست مغنمًا.

وعلى المرشحين جميعًا أن يدركوا أن الانتخابات ليست معركة بين الناس، وإنما هي آلية حضارية للاختيار الحر، قوامها الاحترام المتبادل ولمّ الشمل، لا التفرقة ولا المزايدات.

???? إننا بحاجة إلى خطاب انتخابي جديد يركز على المشروعات الوطنية، والبرامج الواقعية، والقدرة على صناعة التغيير، بدلًا من استغلال مشاعر الناس واحتياجاتهم. فالوعي الشعبي اليوم لم يعد يقبل بالصور والشعارات، بل يبحث عن الصدق والإخلاص والكفاءة.

???? وختامًا، تبقى الحقيقة الأزلية أن المناصب أقدار مكتوبة، وما على المرشح إلا أن يسلك الأسباب الشريفة، فإن كان له نصيب فسيبلغه بقدر الله، وإن لم يكن فخير له أن ينسحب مرفوع الرأس، تاركًا للناس تجربة إيجابية تليق به. فالفوز الحقيقي ليس مقعدًا في البرلمان، بل بناء وطن يقوم على القيم، ويزدهر بالعلم والإخلاص، ويُصان بالمنافسة الشريفة.

@topfans DrEng Medhat Youssef Moischool خطى الوعي